Friday, August 11, 2017

الشجرة


منذ زمن بعيد ولى كان هناك شجرة تفاح في غاية الضخامة ، و كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة يوميا كان يتسلق أغصان هذه الشجرة، ويأكل من ثمارها، وبعدها يغفو قليلا لينام في ظلها كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب لعبه معها .

مر الزمن، وكبر هذا الطفل وأصبح لا يلعب حول هذه الشجرة ، و في يوم من الأيام، رجع الصبي وكان حزينا .

فقالت له الشجرة: تعال والعب معي 
فأجابها الولد: لم أعد صغيرا لألعب حولك ، أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها .
فأجابته الشجرة: لا يوجد معي أية نقود ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها .


كان الولد سعيدا للغاية فتسلق الشجرة وجمع ثمار التفاح التي عليها ونزل سعيداً ، و ذهب و لم يعد الولد بعدها .
كانت الشجرة في غاية الحزن بعدها لعدم عودته ، و في يوم ما رجع هذا الولد للشجرة ولكنه لم يعد ولداً بل أصبح رجلاً.

كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال والعب معي، لكنه أجابها وقال: لم أعد طفلا لألعب حولك مرة أخرى فقد أصبحت رجلاً مسئولا عن عائلة وأحتاج لبيت ليكون لهم مأوى هل يمكنك مساعدتي بهذا؟ 

قالت الشجرة فى حزن : آسفة فليس عندي لك بيت ، ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أفرعي لتبني بها لك بيتاً، فأخذ الرجل كل الأفرع وغادر الشجرة وهو سعيد ، كانت الشجرة سعيدة لسعادته ورؤيته هكذا، ولكنه مرة أخرى لم يعد إليها.

أصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى وفي يوم كان شديد الحرارة عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة في منتهى السعادة ، فقالت له الشجرة: تعال والعب معي .
فقال لها الرجل أنا في غاية التعب وقد بدأت في الكبر، أريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح هل يمكنك إعطائي مركباً؟؟؟
فأجابته يمكنك أخذ جزعي لبناء مركبك، بعدها يمكنك أن تبحر به أينما تشاء، وتكون سعيداً فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبه فسافر مبحراً ولم يعد لمدة طويلة جداً .

أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل وسنوات طويلة جداً لكن الشجرة أجابت وقالت له: آسفة يا بني الحبيب لكن لم يعد عندي أي شيء لأعطيه لك ، لا يوجد تفاح .

قال: لا عليك لم يعد عندي أسنان لأقضمها بها .
قالت: لم يعد عندي جذع لتتسلقه ولم يعد عندي فروع لتجلس عليها .

فأجابها الرجل لقد أصبحت عجوزاً اليوم ولا أستطيع عمل أي شيء .
فأخبرته : أنا فعلاً لا يوجد لدي ما أعطيه لك كل ما لدي الآن هو جذور ميتة، أجابته وهي تبكي
أجابها وقال لها: كل ما أحتاجه هو مكان لأستريح به فأنا متعب بعد كل هذه السنين .
فأجابته وقالت له : جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة تعال، تعال واجلس معي هنا واسترح معي .
فنزل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به والدموع تملأ ابتسامتها .

هل تعرفون من هي هذه الشجرة؟؟؟

إنها أبواك ، يجب أن تقَدِّر أبويك اللذين لطالما بذلا حياتهما ووقتهما وما يملكان من أجلك ، أحسن إليهما كما أمرك الله تعالى واتبع وصية رسول الله فيهما.



Post a Comment

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري